السياسة والأخبار

إقالة الوالي

بشير نوح يكتب ✍️ إقالة الوالي

بحسب متابعاتي فإن اتخاذ قرار إقالته بناء على تجربة سيئة للوالي المقال مع الضباط الاداريين حيث لم يقم بواجبه تجاههم وترك المحليات تعاني من الإهمال وعدم الاستجابة لنداءات المواطنين.
الوالي السابق تسبب في تفاقم المعاناة في ولايته بسبب عدم تقديمه الخدمات الضرورية للمواطنين وعدم تفاعله مع مطالبهم. وضع القارب في أيدي المدراء التنفيذيين دون الاهتمام بمصلحة الناس ،اعتقد هذا سببا كافيا لقرار إقالته.

يجب على الحكومة تعيين مسؤولين يضعون مصلحة المواطنين في المقام الأول ويعملون على تحسين الخدمات في المحليات التي هي في الأساس تشكل السواد الأعظم من سكان الولايات
. يجب تحفيز الوجهاء المحليين النزيهين والمجتمع المدني( الفعال ) على المشاركة في إدارة الشؤون المحلية والمساهمة في تطوير البلاد.
يجب أن يتحمل المسؤولون الحكوميون مسؤوليتهم تجاه المواطنين ويعملون على تحقيق التنمية والازدهار في كل منطقة في البلاد.
لا يمكن إنكار أن الحكام يواجهون تحديات وصعوبات متعددة في إدارة شؤون ولاياتهم. يعتبر الوالي المقال مثالا على ذلك، فهو رجل طيب وخلوق، ولكن للأسف، لم يحقق النجاح المطلوب في إدارة دفة الولاية. تبرز هذه الحالة ،أهمية فهم دور القيم الأخلاقية في الحكم، ولكن في الوقت نفسه، تؤكد على أن هذه القيم وحدها لا تكفي لضمان نجاح الإدارة. فالحكم الفعال يحتاج إلى مزيج من النية الطيبة والصرامة وقوة الشخصية في المواقف الحرجة.

فالضعف الذي أشار إليه رسولنا صلى الله عليه وسلم على حالة سيدنا الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري مثالا تاريخيا يوضح صعوبة المهمة التي تتطلبها قيادة الأمة. فقد كان أبو ذر شخصية نبيلة تحمل قيم العدالة والمساواة، لكن رأي النبي غير ذلك على شخصيته فيما يتعلق بالحكم بسبب افتقاره إلى القوة اللازمة في مواجهة التحديات.
هذا يبين أن الأخلاق هي عنصر أساسي، لكن لا تكفي وحدها لتحقيق النجاح في الحكم. إذ يجب أن يتواجد التوازن بين المبادئ الأخلاقية والقدرة على اتخاذ قرارات صعبة، خصوصا في الأوقات الحرجة.
على الرغم من نوايا الوالي المقال الطيبة ، فإن عدم قدرته على تحمل الضغوط وغياب الصرامة في التصرفات جعلت الأمور تزداد تعقيدا. ففي سياق الإدارة، يجب على القائد أن يكون قادرا على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة، خاصة عندما تتعرض الولاية لمشكلات اقتصادية أو اجتماعية خطيرة. وهذا ما يفتقر إليه الكثير من القادة الذين يعتمدون على النية الطيبة دون وجود القوة اللازمة لفرض نظامهم وإدارة النزاعات.

ومن الجدير بالذكر أن النية الطيبة تعتبر إحدى القيم الإنسانية العالية، ولكنها دون تنفيذ حازم قد تؤدي إلى عدم الاستقرار. لذا، يتطلب الأمر من القادة تطوير مهاراتهم في القيادة والإدارة،والاستفادة ممن سبقوهم لأن تجربة الولاة السابقين الناجحين بين أيديهم .
الحديث عن عزل الولاة أو اي مسؤول حكومي ، يبرز أهمية التوازن بين القيم الأخلاقية وقوة الشخصية في الحكم. فعلى الرغم من أن النوايا الطيبة تحظى بتقدير كبير، إلا أن النجاح الفعلي في الإدارة يتطلب صرامة وحساسية تجاه المواقف الحرجة، وهو ما يجب على القادة إدراكه لتحقيق الاستقرار والرقي لولاياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى