زفة ألوان

أبو عاقلة .. العاقل من اتعظ بغيره..!!

زفة ألوان
يس علي يس
أبو عاقلة.. العاقل من اتعظ بغيره..!!
• فضلت أن كتب عن موضوع اللاعب الخلوق أبو عاقلة عبد الله رمانة وسط الهلال بعد انجلاء العاصفة العاطفية التي تصاحب مثل هذه الأحداث العادية جداً في كرة القدم، وفي عالم الأندية والاحتراف، لم نرغب بتاتاً في التأثير أو التأثر بحالات الشد والجذب التي صاحبت انتقال أبو عاقلة إلى الدوري الليبي بمقابل مالي اختاره الكابتن بكامل ارادته، وبعرض أفضل من ذلك الذي قدمه له الهلال، وهو حق مكفول ومحفوظ ويحترم للاعب، كون أن هذه مهنته التي يعتاش منها، وهي مصدر دخله ورزقه وتأمين مستقبله..!!
• حتى الصحفيين الذين هاجموا خطوة أبو عاقلة عبد الله في الانتقال بالمفاضلة بين العرضين كانت لهم تجارب مماثلة مع صحف صنعت اسمهم وصيتهم، وحين قدمت لهم عروض مالية مقنعة وأكبر من تلك التي يتقاضونها في مؤسساتهم، كتبوا “العمود الأخير” بحبر باكٍ، وودعوا قرائهم في الصحيفة “X” إلى الصحيفة “Z” بل وقاموا بدعوتهم لمتابعته في المنصة الجديدة ليسحب معه بعض أرقام التوزيع، دون أن يتهمهم أحد بالخيانة أو “بيع العشرة” أو مثل هذا الحديث الساذج في زمن الاحتراف، فهل كان ذلك حلال عليهم وحرام على أبي عاقلة؟؟..!!
• لا أحد يمكن أن يشكك في القيمة الفنية الكبيرة للاعب أبو عاقلة، ولا أحد يمكن أن يقول أن وسط الهلال سيكون بخير في ظل غيابه، ربما يتدارك الأزرق نقصانه بعد فترة بتجهيز البديل، ولكنه في سيعاني كثيراً في البدايات، وسيظهر غياب الأبنوسي الأنيق واضحاً، وهذا الحديث ليس مثاراً للجدال، ولا “المغالطة”، ومن يقول غير ذلك فهو من باب تخفيف الوجع للجماهير لا أكثر ولا أقل..!!
• إننا لا نلوم أبو عاقلة على الرحيل، لأنه اختار العرض الأفضل له، ولا نلوم إدارة الهلال على ذهاب أبو عاقلة لأنها بذلت ما تستطيعه من أجل الإبقاء عليه في كشوفات الأزرق، ولكن ما أضر بالصفقة هو وجود العرض الأفضل، ولو أن أبا عاقلة لم يجد عرض ليبيا، لأعاد تسجيله للهلال بكل بساطة وبلا ضوضاء لأنه العرض الوحيد على طاولته، لذلك كفوا عن معاقبة اللاعب والإدارة بالهجوم المستمر و”الكتير ومسيخ”، وكفوا عن لطم الخدود وشق الجيوب، فهذا هو عالم الاحتراف بلا أدنى تجمل أو تزيين..!!
• مسألة “فلان ود النادي” هي مسألة عاطفية أكل عليها دهر الاحتراف وشرب و”رقد نام”، فإن قصص أبناء النادي هذه نرى تفاصيلها في الصفحات المميزة التي انفردت بها صحيفة “قوون” في عهد الداهية “طلال مدثر” والتي كان يحررها الأخ الجميل “عصام طمل” تحت مسمى “الليلة اتذكرتوني من وين؟”، والتي حكت مآسي اللاعبين في مرحلة ما بعد زوال مرحلة النجومية والبريق وصيحات “الجماهير البنقنقوا هسة ديل”، فلا هم وجدوا مقابل “ود النادي”، ولا وقفت معهم الجماهير “دي”، لذلك فمن المنطق والعقل أن يتجنب لاعبو اليوم تكرار هذا التوهان وهذه التجارب المريرة، والعاقل من اتعظ بغيره..!!
• أنا منحاز بالكامل لخيارات اللاعب أبو عاقلة عبد الله أيقونة وسط الهلال ولقراره الصائب، وإن كان رحيله قد أوجعني مثل كثير من الخلص الذين يعشقون الهلال، ولكن هذا لا يعني أن نقدم حبنا له على مصلحته، ولا رغبتنا على رغبته، فهنالك يوم سيأتي ويذهب فيه أبو عاقلة إلى السوق ليشتري حاجات أسرته ومتطلباتها، وبالتأكيد فإنه لن يدفع للبائع “حب الجماهير” أو يخرج بطاقة “ابن النادي” ليحاسب بها، لذلك “فكونا من الطلس” وخلوا أبو عاقلة يشوف مستقبله ومصلحته..!!
• أمنياتنا بالتوفيق لأبي عاقلة.. وكل التوفيق للفرقة الزرقاء..!!
• اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
• أقم صلاتك تستقم حياتك..!!
• صل قبل أن يصلى عليك..!!
• ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى