بيئة القضارف .. كيف تستقيم البلدية والمواطن أعوج..؟؟
زفة ألوان
يس علي يس
بيئة القضارف.. كيف تستقيم البلدية والمواطن أعوج..؟؟
• إذا سنحت لك الفرصة لزيارة سوق القضارف ليلاً، عقب بداية ساعات الحظر وإغلاق السوق، ستفاجأ بواقع مغاير كلياً عن الفترة النهارية التي تطوف خلالها بسوق القضارف، سيلفت نظرك عشرات النساء في الشوارع يقمن بعمليات النظافة، وتجميع الأوساخ والقمامة، بهمة عالية جداً، وستلاحظ دون اجتهاد نظافة شوارع السوق بصورة ملفتة تماماً، وهذا ما يبرئ ساحة بلدية القضارف، من التقصير، أو التكاسل، أو تجاهل نظافة السوق العام بصورة يومية..!!
• ظللنا على الدوام نقول إن هنالك سوء سلوك في التعامل مع بيئة السوق بشكل واضح ومزعج، الأكياس تتطاير في كل مكان، مخلفات الطعام يتم إلقاؤها على قارعة الطريق، الباعة العشوائيين للأطعمة والعصائر، مخلفات مياه الشاي والقهوة، كلها تجدها مسكوبة على الشوارع الرئيسية في السوق خلال فترة العمل الصباحية، وهو ما يلقي عبئاً ثقيلاً على عاملات النظافة ليلاً، فالمشكلة على الدوام ليست في تقصير المحلية بقدر ما هي في سلوك المواطن والتاجر الذي يريد أن يتكسب على حساب كل شيء حوله..!!
• هنالك تلوث بصري عجيب في السوق، الشوالات التي تنصب كرواكيب في كل مكان، وتأخذ الكثير من مساحات الشوارع الضيقة أصلاً، وتحت كل ظل أو مساحة ضيقة لا بد من وجود من “بتاع قهوة” يضع ثلاث أو أربع “بنابر” للعابرين، وللياحثين عن الكيف الأسود، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى تضييق مساحات الشوارع، وخلق زحام، وصناعة تلوث بيئة، وقمامة في الشارع، وهو ما ترونه كل صباح..!!
• القرار الذي أصدرته بلدية القضارف بإلزام التجار بنظافة مساحة مترين أمام كل محل أعتقد انه قرار موفق، ولو أنهم يفهمون هذا فإن الأمر لا يحتاج إلى قرار من البلدية، ولا يحتاج تدخل من أحد، فالنظافة عنوان التحضر، وهي جزء لا يتجزأ من التسويق، والعرض، ولكننا نتعامل معها ككماليات فقط، لذلك فأنت تدخل أي محل تجاري في سوق القضارف بعد أن تجتاز غابة من الأكياس والتفايات، فبأي “نفس” يمكن أن تشتري من مكان كهذا..؟؟
• هذا السلوك القاصر ليس حصرياً على سوق القضارف وحده، فالسوق إنما هو امتداد لسلوك متبع في الأحياء، تلك التي تجد “الخيران” ومصارف الأمطار فيها عبارة عن مكب للنفايات، لذلك من الطبيعي أن يكون نتاج ذلك الكثير من الأمراض المرتبطة بنظافة البيئة، مثل الكوليرا والاسهالات المائية، إلى جانب حمى الضنك والأمراض الوبائية الأخرى، فلا أحد هنالك يكلف نفسه نظافة ما حوله في بيئته، وينتظر الحكومة والبلدية، لنظافة محيطه، ليعيد الكرة مجدداً بحشوها بالأوساخ من جديد، ثم ها هو يجلس في قهوة تنوء بأثقال القمامة والأوساخ والمياه “السايلة” ليشتم وينتقد البلدية والحكومة..!!
• كيف تستقيم البلدية والمواطن أعوج..؟؟
• على البلدية أن تكون أكثر صرامة في ضبط نظافة السوق، وتقويم السلوك السالب فيه، ليكون سوق القضارف مثالاً يحتذى وضرب مثل في النظافة..!!
• التحية لكل النساء العاملات في نظافة سوق القضارف ليلاً، وهن يطفن الشوارع، ويجمعن قاذورات النهار، ليطل الصباح على سوق القضارف بما يسر نظر الداخلين إليه صباحاً بحثاً عن الرزق الحلال..!!
• نتمنى أن يتم تحفيزهن من قبل البلدية..!!
• وقاعدين.. وبنشوف..!!