الأستاذ لؤي التوم يكتب : أسماء لها بصمات
سلسلة اسماء لها بصمات
الحلقة (2)
لؤي التوم
استاذي عبد الصادق عبد الله
تعتبر فترة المرحلة المتوسطة من أعذب الفترات بالنسبة لنا لانها كانت مرحلة احسسنا فيها بأننا انتقلنا إلى مرحلة نضج و تجاوزنا فيها مرحلة الابتداء و هنا اقصد الكلمة ابتداء و لا اقصد ان اكتبها كما المعتاد ابتدائي احسسنا بالتغيير في كل شئ حتي في سلوكنا تلك كانت احاسيسنا فمسألة احساسك بأنك تجاوزت مرحلة و ابتدأت مرحلة جديدة ذلك يساهم في تكوين شخصيتك فبعض من احساس المسؤولية سينتابك و هو ما حدث فعلا.
ففي المدرسة الأهلية المتوسطة وجدنا كوكبة معلمين كبار كأن اختيارهم كان بعناية خاصة و من هؤلاء الأساطين كان استاذ اللغة العربية المميز في كل شئ الاستاذ عبد الصادق عبد الله فقد كان مميزا في كل شئ فهو ممسك لدرجة التمكن من مادته فحببها إلينا من خلال شرحه الجميل و لا زال صوته الرخيم الذي يظهر مخارج الكلمات و إعطاء كل حرف حقه و مستحقه و نطقه السليم في اسماعنا فحبب إلينا القصائد و الأدب و النحو فجعل من المادة التي يدرسها مادة سهلة مهضومة لدى طلابه و لا أخفي عليكم بأنني بعد أن عملت معلما و عند تدريسي لذات مادته كنت فيها اقلد طريقته التي كان يدرسنا بها لقناعتي بأن تلاميذي سيحبون بها المادة بنفس و بذات الدرجة التي احببناها و نحن في حضرته طلاب.
استاذ عبد الصادق كان عندنا محطة مهمة من محطات حياتنا تلاميذا عنده و من بعد ذلك عندما اتخذناه قدوة دون أن يعلم نقلد فيها اسلوبه و طريقته و حتى تعامله فمن يزرع جميلا لا يحصد الا مثله و من يهتم بما يفعل سيكون منتوجه بمثل ما اجتهد فهنيئاً لك استاذي عبد الصادق و انت محاط أبنائك الذين في سبيلهم اجتهدت و لهم اخلصت و هم يحفظون لك ذلك فتحيتي له بذات نبله و أخلاقه و تفانيه.