عمر دمباي يكتب.. أيام في مستشفى القضارف (2-5)
عمر دمباي يكتب.. أيام في مستشفى القضارف (2-5)
نواصل في هذه المساحة، ما بدأناه في المقال السابق، تحت عنوان (أيام في مستشفى القضارف)، وعن توفر الكوادر الطبية، مقابل رداءة العنابر وعدم صلاحيتها، والاكتظاظ أمام صيدلية واحدة فقط، بالإضافة إلى ما أصاب المستشفى من تدني مريع في مستوى النظافة وغياب الاهتمام بصيانة العنابر والمراوح والمكيفات وصيانة لمبات الإضاءة بالغرف والممرات، وتهالك المراتب واتساخ الجدران وتهشم سرائر المرضى، وعدم وجود شفاطات الهواء لتهوية العنابر لتقليل الروائح، نواصل في هذا المقال في بعض النقاط.
أولاً: ماهو سبب كثرة القطط بمستشفى القضارف؟ وما مبررات وجود القطط بهذه الأعداد المخيفة؟ إدارة مستشفى القضارف في حال عجزت عن التخلص من كمية القطط الموجودة داخل حرم المستشفى، لماذا لا تتواصل مع شرطة الحياة البرية بولاية القضارف، ومن خلال تنسيق بسيط مع تلك الإدارة يمكن التخلص من تلك القطط والإنتهاء من هذه الظاهرة المزعجة وغير المحترمة .
ثانياً : مستشفى القضارف، باتت سوقاً للباعة المتجولين، حيث تجد الباعة المتجولين يطوفون على عنابر المرضى أكثر من الممرضين والمشرفين، هذا بخلاف الأطفال الذين يبحثون عن منتجات البلاستيك، من كريستالات المياه الفارغة بصورة مزعجة وبأعداد كبيرة، وبعضهم قد لا ينتظر حتى تكمل الشرب فيخطف نزجاجة المياه أو العصير، هذه الظاهرة يمكن حسمها من قبل المشرفين على بوابات المستشفى، وعلى هؤلاء المشرفين عدم التعامل مع زوار المستشفى باعتبار أن من قام بدفع سعر التذكرة فقط عليه فعل ما يشاء داخل حرم المستشفى .
ثالثاً: مستشفى القضارف، باتت مأوى للمشرددين ليلاً ونهاراً، هذه الظاهرة والظواهر سالفة الذكر، تسببت في تنامي سرقات الهواتف تحديداً الخاصة بالمرافقين، بجانب سرقة حقائب النساء بحثاً عن ما خف وزنه وثقل ثمنه، خطورة ذلك في أن الأمر قد يتعدى ذلك لسرقة بعض الأجهزة الطبية، ويمكن حل تلك الظواهر بتغيير طاقم الحراسة والمشرفين على بوابات الدخول بطاقم جديد، ووضع ضوابط صارمة، خاصة وأن بعض أفراد الحراسة والمشرفين على تلك البوابات ظل في هذا الموقع لعشرات السنوات دون تحقيق أي انجاز يشفع له بالبقاء لشهر ناهيك عن عام.
رابعاً: لا يعقل أن يبحث المرضى والمرافقين عن نقالات لنقل المرضى من عنبر إلى عنبر، أو من البوابة الرئيسية إلى داخل حرم المستشفى، وعلى الرغم من بعض الاجتهادات لأفراد بتوفير بعض منها بمقابل مادي، ولكن حتى هذه الاجتهادات غير كافية وصعب التعرف على صاحبها بسهولة، مما يضطر المريض في بعض الأوقات للانتظار داخل المركبة متالماً لزمن طويل في انتظار الحصول على نقالة، ويبقى السؤال لماذا لا تعتبر إدارة المستشفى هذا الأمر ضمن نطاق عملها وتتعامل معه كمورد اقتصادي وتقوم بتوفير أعداد كافية منها ومن العجلات المتحركة للمرضى وكبار السن، والاستفادة من عائداتها وتوظيفها لصالح تحسين بيئة المستشفى.
نواصل،،،