لجنة حصر الوافدين بالقضارف.. في الوقت المناسب..!!
زفة ألوان; يس علي يس
• قبل عدة أشهر ومن خلال مجموعة بموقع التواصل الاجتماعي “واتس آب” كانت هنالك مجموعة “قضروفية” تلهث خلف جمع المال لدعم القوات المسلحة، وكانت الإشعارات تتوالى في المجموعة، وحاولت حينها أن يكون تفكير المجموعة خارج الصندوق، وذلك بتكوين لجان في الأحياء لحصر النازحين في كل حي ليكون ذلك مرجعية لكل الجهات الصحية والتعليمية والأمنية، ولكن للأسف كانت نظرة “جامع المال” ضيقة للغاية، ولم يتردد في حذف التعليق هذا، ولعل عدد من الشخصيات القيادية في القضارف الموجودة في المجموعة تتذكر هذه الحادثة جيداً، وكنت قد أشرت إليها من خلال هذه الزاوية من قبل، وها أنا ذا أعيدها الآن، في وقت لا أعرف فيه ما هو مصير تلك التبرعات ولا إلى أين ذهبت وكيف..؟؟
• ونهار اليوم بقاعة وزارة الصحة بولاية القضارف، كانت اللجنة العليا لحصر النازحين بالولاية تستجيب لدعوتنا القديمة تلك، وتبعث الروح في مبادرتنا ودعوتنا القديمة وتشدد على ضرورة إيجاد قاعدة بيانات واضحة لنازحي الولاية، لا لشيء سوى لتوفير الخدمات الأساسية التي يحتاجها من شردتهم الحرب في ولاية القضارف، وها هي القضارف تجند أعلى قياداتها ممثلة في الدكتور أحمد الأمين، مدير عام وزارة الصحة، وأركان حربه في لجنة حصر النازحين بالولاية للقيام بهذا العمل الكبير، والذي يعتبر التجربة الأولى على الإطلاق على مستوى ولايات السودان المختلفة التي استقبلت الوافدين والهاربين من جحيم الحرب، وهو ما يؤكد أن هذه اللجنة تفكر خارج الصندوق كلياً وتعمل بأفكار مفتوحة تراعي كل الجوانب التي يمكن أن تتأثر بها الولاية من رحلة النزوح المستمر من مختلف الولايات..!!
• وللحقيقة والتاريخ فقد سمحت لنا الظروف قبل هذا المؤتمر الصحفي للوقوف على الأوضاع من قرب في معسكر الحوري للنازحين، ورأينا بأم أعيننا الجهد الكبير الذي تقوم به اللجنة لتوفير بيئة صالحة للسكن، وإنسانية تحفظ كرامة الوافدين بعيداً عن الحاجة إلى الآخرين، ورأينا مجموعة الخيم المجهزة بشكل معقول، ولا نقول جيداً أو سيئاً ولكنه أفضل بكثير من كل الظروف الأخرى التي يعيشها النازحون في مراكز الإيواء الأخرى، ورأينا الجهود الجبارة التي تقوم بها اللجنة هناك، وكيف أنها تقضي سحابة يومها حتى وقت متأخر من الليل لتوفير كافة الاحتياجات والاطمئنان على أمن وسلامة وراحة النازحين في المركز، واكتشفنا من خلال المؤتمر أن هنالك أكثر من معسكر آخر موازٍ وبنفس المواصفات قد فتحت في أم قلجة وفي عدد من القرى الأخرى لإيواء النازحين..!!
• لا أحد يجهل خريف القضارف القاسي وصعوبته وغزارة الأمطار وقوة الرياح التي تجتاح الولاية في هذا الفصل من العام، لذلك سيكون من الطبيعي وجود بعض التأثيرات الجانبية على عدد من الخيام التي فشلت في الصمود أمام مد المياه المنهر والرياح العاتية، ولا يمكن أن يتجاهل الناس أمان الكثير من المقيمين في المعسكرات في مقابل بعض الخسائر التي تحدث حتى على مستوى الأحياء المبنية بمواد ثابتة، وهي رسالة ينبغي على كل من يحمل الكاميرا أو القلم أن يكون أميناً وأن لا يحصر عدسته في الجوانب السلبية فقط فهناك الكثير من الإيجابيات مقابلها..!!
• ستنطلق حملة الحصر يوم الاثنين 29 يوليو وستستمر حتى منتصف أغسطس المقبل، وهي فرصة طيبة للوافدين للتسجيل للحصول على أحقية الحصول على الخدمات وفق احتياجاتهم الحقيقية، ووفق ما يقدمونه من بيانات صحيحة تقنن وجودهم، دون أن يكون صداعاً في رأس الولاية..!!
• كل الأمنيات بالتوفيق للجنة حصر النازحين بولاية القضارف، ونعشم أن تكون امتداداً لعمل كبير خلال الفترة المقبلة..!!
• قضارف الخير عوافي..!!