المستشار مهدي الجمل يكتب : همهمة على سبورة الوفاء
همهمة علي سبورة الوفاء
(1)
الأستاذ بشير عبد القادر
..جرعة كاملة من العلم المتين ودوحة غناء في فنون اللغة العربية ..أنيق الملبس صاحب صوت ذي قرار عميق يغرد به في فصولنا فتستمع لدرس عجبا وتتلقي علما غدقا ..خَبِرَ دروب اللغة العربية وأتقن صرفها ونحوها وأجاد في بلاغتها فأبحر في متون البيان والمعاني والبديع ورسم لنا خطوطنا وألهمنا أفكارا نيرة دعم بها توجهنا وثابر علي مراقبتنا فكنا في المدرسة الشمالية المتوسطة نملأ الجمعيات الأدبية نشاطا عجيبا فتجدنا في المسرح وتلقانا نُلقي خطبا ثورية لسيدنا علي إبن أبي طالب والحجاج الثقفي ونقرأ القصائد بالعربية والإنجليزية ونصدر الجرائد الحائطية ..يراقبنا ثم يستدعينا صباحا ليصحح هنا ويدعم هناك في مسيرة تعليمية تربوية فائقة الدقة والترتيب حتي غادرنا المتوسطة للثانوية القديمة ولكأننا قد ولجنا جامعة الخرطوم وقد تهيأنا تماما ودفع بنا معلمونا بقدرات مهولة وزودونا بما يؤهلنا لأن نكون من طلاب الثانوية القديمة العظيمة.
..زيارتنا أنا والدفعة جمال أبو شوره والصديق عماد الشورابي كانت للمعايدة ووجدنا أستاذنا الجميل بشير عبد القادر طريح الفراش وقد أصبح قليل الخروج من المنزل وهذه منا إشارة لكل تلاميذه فزيارة المعلم ومعايدته فيها كثير من البر والرحمة وفيها محاولة لتسديد ماعلينا من ديون تراكمت علي كتوفنا سنين عددا بذلوا فيها مابذلوا فمنحونا إكسير الحياة وأهدوا عقولنا وقلوبنا وقودا نعيش به وقبسا من ضياء..
فقم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا..
التحية والتجلة والتبجيل لك أستاذي الجميل بشير عبد القادر.. شفاك الله وعافاك…